#محافظة_قنا استقبل الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، بمكتبه وفدًا من الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، لبحث المبادرات والمشروعات التنموية التي تنفذها الهيئة داخل المحافظة، وذلك في أعقاب إطلاق مشروع "الطريق الأخضر" الممول من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي والاتحاد الأوروبي، وبالشراكة مع وزارة التضامن الاجتماعي. جاء اللقاء بحضور مجدي نجيب، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بقنا، والمهندسة سوزان صدقي، مدير وحدة التنمية المحلية بالهيئة، والمهندسة ماجدة رمزي، مدير المواقع التنموية بصعيد مصر، وبيتر مدير الهيئة بقنا. وخلال الاجتماع، استعرضت المهندسة سوزان غالي، مدير مكتب الهيئة القبطية الإنجيلية، جهود الهيئة في تنفيذ برامج التنمية الشاملة في القرى الأكثر احتياجًا، إلى جانب دعم مشروعات الزراعة المستدامة وإدارة المخلفات الزراعية والصلبة، ورفع قدرات الجمعيات الأهلية العاملة في هذه المجالات، وذلك اتساقًا مع مستهدفات رؤية مصر 2030. كما استعرض وفد الهيئة جهود مبادرة "ازرع"، التي تم تنفيذها بالتعاون مع التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي لدعم صغار مزارعي القمح، من خلال توفير مستلزمات الإنتاج بنسب تخفيض تصل إلى 50%، على أن تتحمل وزارة التضامن الاجتماعي نصف التكلفة تعزيزًا للحماية الاجتماعية للمزارعين. وأوضحت "غالي" أن صغار المزارعين ممن يمتلكون ثلاثة أفدنة فأقل هم المستفيدون الرئيسيون من المبادرة، مشيرة إلى أن محافظة قنا تمكنت خلال الفترة الماضية من زراعة 36 ألف فدان ضمن المبادرة، في حين خصصت وزارة الزراعة 117 ألف فدان للمرحلة الرابعة على مستوى الجمهورية، بينما ساهمت الهيئة بنحو 20 مليون جنيه دعمًا للفلاحين. وتناول اللقاء دور المدارس الحقلية التابعة لوزارة الزراعة في تدريب المزارعين على التعامل مع التغيرات المناخية وتقديم الإرشاد الزراعي الذي يسهم في رفع الإنتاجية وتخفيض تكاليف الزراعة. وفي سياق متصل، استعرض وفد الهيئة مستجدات تنفيذ مشروع "الطريق الأخضر" الممول من الاتحاد الأوروبي ووزارة البيئة وGIZ ووزارة التضامن، والمنفذ بمحافظة قنا، والذي يركز على دعم إدارة المخلفات الصلبة وتنفيذ 7 مبادرات للجمعيات الأهلية في 5 مراكز بالمحافظة، بإجمالي تكلفة بلغت 14 مليون جنيه خلال 8 أشهر. وتشمل المبادرات شراء معدات وأصول للجمعيات، ودعم وحدات إنتاجية لإعادة تدوير المخلفات الزراعية مثل مخلفات الموز وكسر القصب، إضافة إلى مشروعات للحرف اليدوية وتطبيقات رقمية لتجميع القمامة. وأكدت "غالي" أن المشروع يستهدف تمكين 7 جمعيات أهلية بقنا من تنفيذ مبادرات متكاملة في مجالات إدارة سلاسل القيمة الزراعية والتكيف مع التغيرات المناخية، من بينها جمعية "أنا مصري" التي تدير معدات إعادة التدوير من خلال شباب المجتمع المحلي، مع رفع قدراتها الفنية والإدارية لضمان استدامة المشروعات البيئية والزراعية في المناطق الريفية، فضلًا عن تقديم دعم فني للمزارعين يساهم في تحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف. من جانبه، شدد محافظ قنا على أهمية تعزيز التعاون بين المحافظة وإدارة المخلفات الصلبة والجمعيات الأهلية لتنسيق عمليات التشغيل وإدارة منظومة المخلفات، موجّهًا بتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ المبادرات، خاصة ما يتعلق بشراء المعدات والأصول لضمان تحقيق أعلى مستويات الجودة. وأكد عبدالحليم حرص المحافظة على دعم وتمكين الجمعيات الأهلية، ومتابعة خريطة أنشطة المجتمع المدني في مجالات إعادة التدوير والاستدامة، مشددًا على ضرورة دراسة سلاسل القيمة والتسويق للمخرجات، وتوفير الدعم الفني لاستدامة المشروعات. وأعلن المحافظ الإعداد لعقد ورشة عمل للمؤثرين والإعلاميين لرفع الوعي بقضايا البيئة والمخلفات، وتسليط الضوء على الجهود التنموية داخل المحافظة، مشيرًا إلى تكامل تلك الجهود مع مبادرة "قنا تتحضر للأخضر". وفي ختام اللقاء، استعرض المحافظ جهود المحافظة في تعزيز السياحة الريفية والحفاظ على الحرف اليدوية والتراث، خاصة فيما يتعلق بالاستفادة من المخلفات الزراعية، وعلى رأسها مخلفات الموز في إنتاج منتجات حرفية مثل الشنط وغيرها، بما يخدم المجتمعات المحلية بمنطقة دندرة ويعزز مسار السياحة الريفية. وأكد أن المبادرات التنموية التي يجري تنفيذها تمثل إضافة مهمة لجهود الدولة في مواجهة تحديات التغير المناخي، وتحسين إدارة المخلفات الزراعية، وتمكين المجتمع المدني من تنفيذ مشروعات بيئية تحقق أثرًا مباشرًا على صحة المواطن وجودة الحياة في المحافظة.