عقد الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، اجتماعًا موسعًا مع وفد برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الهابيتات"، لبحث آليات تطبيق مشروع الأداة الذكية لإدارة المخلفات الصلبة داخل المحافظة، في إطار توجه الدولة نحو تحسين كفاءة المنظومة ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. حضر الاجتماع الدكتور خالد قاسم، مساعد وزيرة التنمية المحلية والمتحدث الرسمي للوزارة، فيما شارك عبر تقنية الفيديو كونفرانس كل من الدكتور هشام الهلباوي، مساعد الوزير ومدير برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، والدكتور حازم الظنان، مدير البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة. كما شارك اللواء سامي علام، السكرتير العام للمحافظة، واللواء أيمن السعيد، السكرتير العام المساعد، إلى جانب شكري حسين، استشاري الأمم المتحدة، ولمياء مليجي، مدير برنامج التنمية المحلية والسياسات الحضرية، والمهندس أحمد رزق، مدير مكتب "الهابيتات" بمصر، والدكتور أحمد الضرغامي، مدير برنامج الخدمات الأساسية والمتغيرات المناخية، والمهندس محمد قناوي، المنسق الميداني للمشروع بمدينة قنا، بالإضافة إلى عدد من القيادات التنفيذية ورؤساء الوحدات المحلية. وفي كلمته، نقل الدكتور خالد قاسم، مساعد وزيرة التنمية المحلية، تحيات الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية إلى محافظ قنا وفريق العمل، متمنيًا لهم النجاح والتوفيق في جهودهم لتحقيق تحول نوعي نحو الاقتصاد الأخضر والوصول إلى أهداف التنمية المستدامة، من خلال التكامل بين أجهزة الدولة ومؤسساتها ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، والتعاون مع الشركاء الدوليين وفي مقدمتهم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية. وأوضح أن الخطة القومية للإدارة المتكاملة للمخلفات البلدية الصلبة، التي أطلقتها القيادة السياسية عام 2019 بالشراكة بين وزارات التنمية المحلية والبيئة والتخطيط والتنمية الاقتصادية والإنتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع، قطعت أشواطًا متقدمة، ووصلت إلى مرحلتها الخامسة، معتمدة على ثلاثة برامج رئيسية تشمل البنية التحتية، عقود الإدارة والتشغيل، والتقدير المؤسسي للمنظومة. كما استعرض المهندس أحمد رزق، المدير القطري لبرنامج "الهابيتات" بمصر، تجربة تطوير الاداة الذكية لإدارة المخلفات، مؤكدًا أنها ثمرة تعاون وثيق مع وزارتي التنمية المحلية والبيئة، وتم بناؤها بالاستفادة من التجارب الدولية في هذا المجال. وأشار إلى نجاح المراحل الأولى للتطبيق بمحافظات الإسكندرية والدقهلية وأسوان، موضحًا أن محافظة قنا تشهد حاليًا تنفيذ عدد من المشروعات من بينها مشروع "حيينا"، الذي يعكس أهمية تبادل الخبرات وتعظيم الاستفادة من التجارب الناجحة على المستويين المحلي والدولي. واستعرض وفد "الهابيتات" خلال الاجتماع تقييم الوضع الراهن لنظام إدارة المخلفات بالمحافظة، والذي شمل نتائج الدراسات الميدانية على عينات من الأسر في الحضر والقرى، مع تقديم مقترحات لتفعيل القوانين المنظمة، وتنفيذ حملات توعية شاملة ومستدامة، وتنمية قدرات جميع الأطراف المعنية بالمنظومة من الإدارة المحلية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، فضلًا عن إعداد خطة استثمارية لطرح مشروعات الإدارة المتكاملة أمام المستثمرين والاستفادة من صندوق الاستثمار للمدن (CIF) التابع للموئل. ومن جانبه أكد محافظ قنا أن الرؤية المطروحة تهدف إلى تحويل مدينة قنا إلى مدينة ذكية، مشددا على أن رفع وعي المجتمع يمثل محورا رئيسيا لنجاح المنظومة، ليس فقط في جمع المخلفات من المنازل، وإنما في تعزيز ثقافة النظافة العامة بالشوارع والمحال التجارية. وأضاف أن تطبيق الأداة الذكية يقوم على خطط واضحة للجمع والنقل، ومنظومات للحوافز والمساءلة، إلى جانب آليات تنفيذية للفصل من المنبع. وأوضح المحافظ أن الأداة ستربط بتطبيقات المدن الذكية من خلال تتبع سيارات الجمع منذ نقطة التحميل وحتى مواقع التخلص، مع إنشاء منصة إلكترونية للمتابعة تولد مؤشرات دورية، إلى جانب إصدار دليل إرشادي مبسط يوضح خطوات التطبيق لجميع الأطراف. وفي ختام الاجتماع، جدد المحافظ دعمه الكامل للبرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة، مشيدًا بالجهود المبذولة للنهوض بمكون الدعم الفني وتطوير مصانع التدوير، إلى جانب تنظيم حملات توعية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني ورؤساء الوحدات المحلية، بما يضمن التخلص الآمن من المخلفات والحفاظ على صحة المواطنين. كما أعلن عن طرح منظومة جمع المخلفات الصلبة بمدينة قنا قريبًا أمام شركات متخصصة لتطوير الخدمة ورفع كفاءتها، فضلًا عن طرح مصنع تدوير القمامة والمدفن الصحي بمركز قوص لإدارة المخلفات الواردة من مدن الجنوب "قوص – نقادة – قفط"، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستسهم بشكل كبير في تحسين خدمات الإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة ورفع مستوى النظافة العامة بالمحافظة.